الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة حين يصبح الجحود والنكران اختصاصا تونسيا بامتياز: حبيبة الغريبي وخفافيش الظلام وقصار الذاكرة..

نشر في  17 أوت 2016  (11:19)

علّق جلّ التونسيين آمالهم عشية الاثنين على العداءة البطلة حبيبة الغريبي لجني ميدالية تحفظ ماء وجه مشاركتنا في أولمبياد البرازيل المثخن بالخسائر والآلام..غير أن خوض الغريبي لسباق ثلاثة آلاف متر موانع لم يحمل الجديد بل وضعها في ذيل الترتيب في نتيجة مفاجئة احقاقا بالنظر الى خصال بطلتنا والتي لم تعوّدنا سابقا بمثل هذا الترتيب..
صحيح أن ما أسفر عنه السباق خلّف "صدمة رياضية" قلنا ان سببها هو أن البطلة المذكورة أتحفتنا سابقا بأرقام أفضل، لكن الوقائع يومها جاءت بالجديد ولم تستطع حبيبة مجاراة نسق رهيب قادته الكينية أو البحرينية بالتجنيس وجعلت الغريبي( المصابة يومها) بعيدة عن الأضواء..
الأكثر ايلاما من الخسارة هي تلك الحملة الشعواء التي قادها تونسيون لحما ودما ( ولا نخالهم كذلك قالبا) بامعانهم في التهكّم والتشفّي فيها بدعوى أنها وجّهت كلاما للعداءة مروى بوزياني منذ سنتين تضمن سخرية منها( أوهكذا صوّروها) بسبب التزامها الديني..وبالفعل فقد نجح بعض المرضى والشواذ فكريا في بلورة حملة قوية جدا وجّهت الرأي العام للتحريض ضد بطلتنا الأولمبية..
ما حصل يثبت أننا شعب قصير الذاكرة وممعن في الجحود والنكران بامتياز..وفي مثل هذا الاختصاص فقط يمكن لنا وبكلّ يسر جني الذهب..وتناسى الذين هاجموها وبضراوة أن التنافس الرياضي يحمل دائما الجديد بين طياته ولا يمكن لأي اسم احتكار الربح أو الخسارة فيه..وهكذا تمّ تحويل مسار الاهتمام من أسباب التراجع الحاصل لرياضيينا ومحاولة اصلاحه..الى بناء تقييم أخلاقوي بحت لمشاركة الغريبي وتبرير فشلها يومها بغياب الوازع الديني كما أصرّ خفافيش الظلام عبثا اقناعنا بذلك..
ما حصل من سجال عقيم ومخجل يجبرنا قسرا على العودة للنقطة صفر للحدّ من مثل هذه المقاربات وابطال مفعول قراءات كارثية قد تجرّنا لا شعوريا الى صدام نبقى في غنى عنه...

طارق